فتاوى العقيدة

2011-09-22

صلاح الدق

فتاوى العقيدة

س1 : ما المقصود بالعقيدة الصحيحة ؟

جـ 1: العقيدة الصحيحة هي : أن يؤمن المسلم إيماناً صادقاً وجازماً، لا يخالطه شك, بكل ما جاء في كتاب الله تعالى وسُّنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- وبفهم سلفنا الصالح، رضي الله عنهم أجمعين .

والإيمان المقصود به هنا : هو الإيمان بالله تعالى وما يجب له من التوحيد والطاعة، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، خيره وشره، وسائر ما ثبت من أمور الغيب والأخبار والقطعيات عِلمية كانت أو عَملية .

( العقيدة الصافية لسيد سعيد عبد الغني صـ19 : صـ20 )

* * * * *

س2 : ما الحكمة من خلق الجن والإنس ؟

جـ 2: الحكمة مِن خَلْقِ الجن والإنس هيعبادة الله تعالى وحده .

قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) ( الذاريات : 56 : 58 )

* * * * *

س3 : ما معنى العبادة ؟

جـ 3: العبادة في اللغة : التذلل والخضوع.

 وشرعاً : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة

( مجموع فتاوى ابن تيمية جـ10 صـ149 )

* * * * *

س4 : لماذا أرسل الله الرسل إلى الناس ؟

جـ 4: أرسل اللهُ تعالى الرسلَ لدعوة الناس إلى عبادة الله وحده,وترك عبادة ما سواه. يقول الله تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )

( النحل : 36 )

* * * * *

س5 : ما حق الله على العباد ؟ وما حق العباد على الله ؟

جـ 5: حق الله على العباد أن يعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئاً، وهذا حقٌ واجبٌ على العباد، وأما حق العباد على الله أن لا يعذب منهم من لا يشرك به شيئاً، وهذا حق تفضل وإحسان من الله تعالى لعباده .

روى الشيخانِ عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ فَقَالَ: يَا مُعَاذُ هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ قَالَ لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا.

( البخاري حديث 2856 / مسلم حديث 30 )

* * * * *

س6 : ما أركان الإسلام، وما أركان الإيمان ؟

جـ6 : أركان الإسلام خمسة وهي : شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً .

وأما أركان الإيمان فستة : هي : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر, والقدر خيره وشره .

روى الشيخانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ؟ فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا. قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ؟ فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ؟ قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: صَدَقْتَ قَالَ. فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ؟ قَالَ:أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ؟ قَالَ؟ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا قَالَ أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِي يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ.( البخاري حديث 50 / مسلم حديث 1 )

* * * * *

س7 : ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله ؟

جـ 7: معنى شهادة أن لا إله إلا الله أي : لا معبود بحق إلا الله ولا يستحق العبادة إلا الله عز وجل. يقول الله سبحانه : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) ( الحج : 62 ) ( معارج القبول لحافظ حكمي جـ1 صـ331 )

* * * * *

س8 : ما شروط أن لا إله إلا الله ؟

جـ8 : شهادة أن لا إله إلا الله لها سبعة شروط يجب أن تتوافر كلها في قائلها حتى ينفعه الله تعالى بها وهي :

(1) العِلمُ بمعناها نفياً وإثباتاً .

(2) اليقينُ المنافي للشك : لأن من الناس من يقولها وهوشاك فيما دلت عليه .

(3) القبولُ لكل ما اقتضته هذه الكلمة بالقلب واللسان .

(4) الانقيادُ لكل ما دلت عليه هذه الكلمة .

(5) الصدقُ فيها بالقلب واللسان معاً .

(6) الإخلاصُ فيها، وذلك بأن يخلص العبدُ لله تعالى جميع العبادات .

(7) المحبةُ لها ولما دلت عليه، ولأهلها العاملين بها والملتزمين لشروطها .

( معارج القبول لحافظ حكمي جـ1 صـ333 : صـ338 )

* * * * *

س9 : ما معنى محمد رسول الله ؟

 جـ 9: الإيمان برسالته وطاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر به ، واجتناب ما نهى عنه،

وأنه لا متبوع بحق إلا هو -صلى الله عليه وسلم-، وأن نعبد اللهَ تعالى على سُّنته، ونرضى ونُسلِّم بحُكْمه

يقول الله تعالى : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ( الحشر : 7)

وقال سبحانه : (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ( النساء : 65 )

وقال تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (النور : 63 )

 ( مجموع فتاوى ابن تيمية جـ3 صـ109 : صـ110 )

* * * * *

س10 : ما المقصود بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ؟

جـ10 : المقصود بصلاة الله تعالى على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: مدحه، وثناؤه عليه عند الملائكة الكرام، وصلاة الملائكة والمؤمنين على النبي -صلى الله عليه وسلم-، الدعاء له بأن يحصل على المدح والثناء العظيم ورفع المنزلة من الله تعالى .

 ( تفسير ابن كثير جـ11 صـ210 )

( فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ8 صـ392 )

* * * * *

س11 : ما معنى الإسلام ؟

جـ 11: الإسلام هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد والانقياد له بالطاعة .

قال تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ ) ( النساء : 125 )

وقال سبحانه : (فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ) ( الحج : 34 )

( معارج القبول لحافظ الحكمي جـ2 صـ20 )

* * * * *

س12 : ما هو الإيمان ؟

جـ 12: الإيمان تصديقٌ بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح، وهو يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية .

يقول الله تعالى : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) ( آل عمران : 173 )

وقال تعالى : (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) ( الأنفال : 2)

وقال سبحانه : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ) ( الفتح : 4 )

( مجموع فتاوى ابن تيمية جـ3 صـ151 )

* * * * *

س13 : هل نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أول خلق الله تعالى ؟

جـ 13: أول ما خَلْقِ الله تعالى من البشر هو آدم ومن زعم أن نبينا محمداً -صلى الله عليه وسلم- هو أول خلق الله فقد كذَّب ما جاء في القرآن الكريم والسُّنة.

قال الله تعالى : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) ( البقرة : 30 : 31 )

روى مسلمٌ عن أنس بن مالك أن رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال : يَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ ائْتُوا آدَمَ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ . ( مسلم جـ1 حديث 194 )

* * * * *

س14 : هل نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- خلقه الله تعالى من نور العرش ؟

جـ 14: نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- بشرٌ، وُلِدَ كما يُولدُ البشر، وعاش كما يعيش البشر، ومرض كما يمرض البشر، ومات كما يموت البشر، فمن زعم أن الله قد خلقه من نور العرش أو أنه نور من الله فقد كذَّب صريح القرآن الكريم حيث يقول سبحانه :

(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) ( الكهف : 110 )

وقال تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ) ( الأنبياء : 34 )

* * * * *

س15 : هل كان نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- يعلم الغيب ؟

جـ 15: لم يكن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- يعلم من أمور الغيب شيئاً إلا بما أوحاه الله تعالى إليه فقط، ومن زعم أنه كان يعلم الغيب وحده، فقد كذَّب القرآن الكريم حيث يقول سبحانه : (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )

( الأعراف : 188 )

وقال جَلَّ شأنه : (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) ( النجم : 1 : 5 )

وقال سبحانه : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا )        ( الجن : 26 : 27 )

* * * * *

س16 : ما المقصود بسُّنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- ؟

جـ 16: السُّنةُ في اللغة : هي الطريقة، سواءٌ كانت محمودة أم سيئة .

( لسان العرب لابن منظورجـ3 صـ2124 )

والسُّنةُ في الشرع : هي أقوال الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأفعاله وتقريراته وصفاته الخِلقية والخُلُقية ( أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف صـ36 )

* * * * *

س17 : ما المقصود بالبدعة ؟

جـ 17: البدعةُ في اللغة : كل ما أُحدث على غير مثال سابق .

البدعة في الشرع: طريقة في الدين مخترعة (محدثة) تضاهي (تشابه ) الطريقة الشرعية، يُقصدُ منها المبالغة في التعبد لله سبحانه . ( الاعتصام للشاطبي جـ1 صـ28 )

ومعنى هذا أن البدعة هي: كل قولٍ أو فعلٍ خالفَ سُّنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وسُّنة الخلفاء الراشدين .

* * * * *

س18 : هل يوجد في الإسلام بدعة حسنة ؟

جـ 18: لا يوجد في الإسلام بدعة حسنة، لأن كل البدع قبيحة ومردودة على أصحابها، وإن كانت في نظر الناس حسنة .

روى أبو داودَ عن الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ أن رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال:إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ .

( حديث صحيح ) ( صحيح أبي داود للألباني حديث 3851 )

ويجب أن نعلم أن الله تعالى قد أكمل لنا الدين قبل موت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمن جاء بعد ذلك بعمل لم يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا خلفاؤه الراشدون، وزعم أنه بدعة حسنة فقد اتهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه قد قصر في تبليغ رسالة الله تعالى إلى الناس .

* * * * *

س19 : ما شروط قبول الأعمال الصالحة عند الله تعالى ؟

جـ19 : العمل الصالح لا يقبله الله تعالى إلا إذا توافر فيه شرطان معاً وهما :

 الأول : إخلاص العمل لله تعالى وحده .

والثاني : متابعة سُّنة النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول الله تعالى : (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) ( الكهف : 110 )

قال ابن كثير (رحمه الله) في تفسير هذه الآية : (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ ) أي : ثوابه وجزاءه الصالح (فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا ) وهو ما كان موافقاً لشرع الله، (وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) وهو الذي يُراد به وجه الله وحده لا شريك له، وهذان ركنا العمل المقبول، لا بد أن يكون خالصاً لله، صواباً على شريعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .

( تفسر القرآن العظيم لابن كثير جـ9 صـ205 )

* * * * *

س20 : ما المقصود بمحدثات الأمور ؟

جـ 20: المقصود بمحدثات الأمور : كل ما أحدثه الناس في دين الإسلام من البدع في العقيدة والعبادات والمعاملات ونحوها، مما لم يأت به قرآن ولا سُّنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، واتخذه الناس ديناً يعتقدونه ويعبدون الله تعالى به، زعماً منهم أنه مشروع وليس كذلك، بل هو مبتدع ممنوع كدعاء من مات من الصالحين واتخاذ القبور مساجد والطواف حول القبور والاستغاثة بأهلها زعماً منهم أنهم شفعاء لهم عند الله ووسطاء في قضايا الحاجات، وتفريج الكربات واتخاذ أيام موالد الأنبياء والصالحين أعياداً يحتفلون فيها ويعملون ما يزعمونه قربات تخص ليلة المولد أو يومه أو شهره إلى أمثال ذلك مما لا يكاد يحصى من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان ولا تثبيت في سن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .( فتاوى اللجنة الدائمة جـ2 صـ322 )

* * * * *

س21 : من هم أهل السُّنة والجماعة ؟

جـ 21: أهلَ السُّنة والجماعة هم الذين تمسوا بسُّنةِ النبي -صلى الله عليه وسلم- قولاً وعملاً واعتقاداً، واجتمعوا عليها في جميع أمور حياتهم الدينية والدنيوية.

روى الترمذيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بنِ العاص قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟قَالَ: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي .

( حديث حسن ) ( صحيح الترمذي للألباني حديث 2129 )

* * * * *

س22 : من هم أولياء الله الصالحون ؟

جـ 22: الولي : كل من آمن بالله تعالى، واتقاه في السِّرِ والعَلانية، واتبع رسوله محمداً -صلى الله عليه وسلم- قال الله تعالى : (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ( يونس : 62 : 64 )

* * * * *

س23 : ما أنواع التوحيد ؟

جـ23:ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أنواع وهي :

(1) توحيد الربوبية . (2) توحيد الألوهية .(3) توحيد الأسماء والصفات .

( فتاوى ابن عثيمين جـ2 صـ7 : صـ17 )

* * * * *

س24 : ما المقصود بتوحيد الربوبية ؟

جـ 24: المقصود بتوحيد الربوبية هو توحيد الله في أفعاله سبحانه والاعتقاد بأن الله وحده هو الخالق، الرزاق، المحي، المميت، المعز، المذل، مالك الملك، المتصرف في هذا الكون، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وهو على كل شيء قدير : وهذا النوع من التوحيد أقرَّ به المشركون وأهل المِلل من اليهود والنصارى والمجوس ولم ينكره إلا الدهرية فيما سبق والشيوعيون في وقتنا الحاضر ( فتاوى ابن عثيمين جـ2 صـ8 : صـ11 )

* * * * *

س25 : ما المقصود بتوحيد الألوهية ؟

جـ25 :المقصود بتوحيد الألوهية هو توحيد الله بأفعال عباده، وذلك بإفراد الله تعالى وحده بجميع أنواع العبادة، كالدعاء، والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والنذر والاستغاثة,وغير ذلك من أنواع العبادة، لأن الله وحده هو المستحق للعبادة، وهذا التوحيد هو الذي جاءت به الرسل إلى أممهم .

قال تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) ( النحل : 36) ( فتاوى ابن عثيمين جـ2 صـ11 : صـ12 )

* * * * *

س26 : ما المقصود بتوحيد الأسماء والصفات ؟

جـ 26: المقصود بتوحيد الأسماء والصفات : هو الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته كما جاءت في كتاب الله على مراد الله وكما جاءت في سُّنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- على مراد رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ، دون تحريف أو تعطيل أو تشبيه أو تكييف مصداقاً لقوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) ( الشورى : 11 )

( شرح العقيدة الواسطية : لمحمد خليل هراس صـ19 )

* * * * *

س27 : هل أسماء الله الحسنى محدودة العدد ؟

جـ 27: أسماء الله الحسنى ليست محصورة في عدد معين ولا يعلم عددها إلا الله تعالى

روى أحمدُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ :يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ .قَالَ: أَجَلْ يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ. ( حديث صحيح ) ( السلسلة الصحيحة للألباني جـ1 حديث 199 )

* * * * *

س28 : ما موقف المسلم من صفات الله تعالى ؟

جـ28 : إن عقيدة أهل السُّنةِ والجماعة هي الإيمان بأن الله تعالى موصوف بصفات الكمال والجلال .فهم يؤمنون بما وصف الله تعالى به نفسه في القرآن الكريم، وبما وصفه به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سُنته، من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تشبيه فالله عز وجل ليس كمثله شيء، لا في ذاته ولا في صفاته، ولا في أفعاله، وهو كما قال سبحانه : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) ( الشورى : 11 )

ولذا يجب علينا أن نثبت كل ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله -صلى الله عليه وسلم-. فنثبت على سبيل المثال صفة الوجه لله .

 قال تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )

( الرحمن : 26 : 27 )

وقال سبحانه : (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ) ( البقرة : 115 )، ونثبت له صفة اليدين.

 قال تعالى : (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ) (ص : 75 )

ونثبت له أيضاً صفة الساق، قال جلَّ شأنه : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ) ( القلم : 42 )

وكذلك صفة الاستواء على العرش، قال تعالى : (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) ( طه : 5 )

وكذلك صفتي السمع والبصر، قال سبحانه:(قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى )( طه :46)

قال تعالى :(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ )(المجادلة : 1 )

ونثبت أيضاً صفة الرضى,قال جَلَّ شأنه:(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )(المائدة : 119 )

وكذلك صفة المحبة قال تعالى : ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )(المائدة : 54 )

كذلك صفة الغضب، قال سبحانه: (وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ ) ( النساء : 92 )

وكذلك صفة الكلام، قال جَلَّ شأنه: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ) ( النساء : 164 )

هكذا باقي صفات الله تعالى .( شرح العقيدة الواسطية للدكتور الهراس صـ16: صـ 88 )

* * * * *

س29 : كيف يكون الإيمان بالقضاء والقدر ؟

جـ 29: الإيمان بالقضاء والقدر لا يتم إلا بأربعة أمور هي :

الأول : الإيمان بأن الله تعالى يعلم كل شيء في السموات والأرض جملة وتفصيلاً،

سواءٌ كان ذلك مما يتعلق بأفعاله أو بأفعال عباده . قال تعالى (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) ( الحج:70)

الثاني : الإيمان بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ مقاديرَ كل شيء .

 قال الله تعالى (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) ( الحديد :22)

روي مسلمٌ عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ .

( مسلم حديث 2653)

الثالث :الإيمان بأنه لا يكون شيء في السموات والأرض إلا بإرادة الله ومشيئته . قال سبحانه (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)       (الإنسان :30)

وقال تعالى (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) ( البروج :16)

الرابع : الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء في السموات والأرض. قال تعالى

( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) ( الزمر :62)

 وقال سبحانه (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) ( الفرقان:2)

وقال جلَّ شأنه أيضاً (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) ( الصافات :96)

( معارج القبول : جـ 2 صـ 295:277)

* * * * *

س 30 : من هم الأنبياء والرسل الذين جاء ذكرهم في القرآن ؟

جـ 30 : ذكر الله تعالى في كتابه العزيز خمسة وعشرين نبيناً ورسولاً وهم :

آدم, وإدريس, ونوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، ولوط، ويونس, وإسماعيل, وإسحاق، و يعقوب، ويوسف، وأيوب، وشعيب، وموسي، وهارون، واليسع، وذو الكفل، وداود, وزكريا، وسليمان، وإلياس, ويحى، وعيسى، ومحمد، صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً.

 وأولو العزم منهم خمسة وهم : نوح، إبراهيم، موسى، عيسى، محمد .

* * * * *

س31 : ما واجب المسلم نحو جميع الرسل ؟

جـ 31 : يجب على المسلم أن يؤمن بجميع الرسل ولا يفرق بين أحد منهم وأن يصدقهم جميعاً بأنهم قد بلغوا رسالات ربهم إلى قومهم، ويجب عليه كذلك أن يؤمن بأنهم أكمل الخلق علماً وخلقاً وعملاً، وأنهم معصومون من كبائر الذنوب، وأما الصغائر

 فقد تقع من بعضهم، ولكن الله تعالى يوفقهم للتوبة منها. يقول الله تعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) ( البقرة : 285)

* * * * *

س32 : أين الله عز وجل ؟

جـ 32 : يجب على كل مسلم أن يؤمن بأن الله تعالى بذاته فوق السماء السابعة، مستوٍ على عرشه، استواءً يليق بجلاله وكبريائه وعظمته، دون تكييف أو تشبيه أو تعطيل وعلى المسلم أن يعلم أن لفظ استوى في اللغة العربية إذا جاء بعده لفظ على، لا يمكن أن يُفهم منه إلا العلو والارتفاع، ولذا لم تخرج تفسيرات سلفنا الصالح لكلمة استوى عن معان أربع وهي : استقر وعلا وارتفع وصعد . وأما عِلْمُ الله تعالى وسمعه وبصره وإحاطته، وقدرته، ففي كل مكان، والقول بأن الله تعالى موجود في كل مكان، بدون هذا التفصيل، فهو قولٌ باطلٌ .

 ( معارج القبول لحافظ حكمي جـ2 صـ 121:98)

 (شرح العقيدة الوسطية لمحمد خليل هراس صـ 61)

* * * * *

س33: ماذا تعرف عن الملائكة ؟

جـ 33 : الملائكة خلقهم الله من النور وهو خلق كثير، مسخرون في طاعة الله تعالى، لهم أجنحة يطيرون بها ولا يعلم قوتهم وجمالهم وسرعتهم وعَددهم إلا الله وحده، وهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتغوطون ولا يملون ولا يتعبون من العمل، ولا يُصَفُونَ بالذكورة ولا بالأنوثة، ويسكنون السماء، ولا ينزلون إلى الأرض إلا بأمر الله تعالى، وهم متفاضلون في المنزلة عند الله تعالى، أعطاهم الله القدرة على أن يتشكلوا بغير صورتهم الحقيقية، ويتأذون مما يتأذى منه بني آدم، لهم أعمال كثيرة، فمنهم الموكل بالوحي، وهو جبريل، ومنهم الموكل بالمطر، وهو ميكائيل، ومنهم الموكل بالنفخ في السور، وهو إسرافيل، ومنهم الموكل بالجنة ونعيمها، وهو رضوان، ومنهم الموكل بالنار وعذابها، وهو مالك ومعه الزبانية، ومنهم الموكل بقبض الأرواح، وهو ملك الموت وأعوانه، ومنهم الموكل بكتابة أعمال العباد، وهم الكرام الكاتبون، ومنهم الموكل بحفظ العبد، ومنهم الموكل بفتنة القبر، وهم منكر ونكير, ومنهم حملة العرش، ومنهم الذين يلتمسون مجالس العلم ، وحِلق الذِّكْر الشرعي، ومنهم الراكعون والساجدون أبدا، ومنهم الموكل بالجبال، ومنهم الموكل بالدعاء للمسلم، ومنهم الملائكة الموكلون بحماية مكة والمدينة، ومنهم الموكلون بزيارة البيت المعمور في السماء السابعة، ومنهم غير ذلك، ولا يعلم عَددهم إلا الله . ( معارج القبول لحافظ حكمي جـ 2 صـ 80:67 )

* * * * *

س34: ما المقصود بالشرك الأكبر ؟

جـ 34 : المقصود بالشرك الأكبر هو أن يصرف المسلمُ شيئاً من أنواع العبادة لغير الله تعالى، كدعاء غير الله والتقرب بالذبح والنذر لغير الله، والخوف من الأموات، أو الجن أو الشياطين، وطلب المدد والذرية والحاجة وما لا يقدر عليه إلا الله، كطلب تفريج الكربات من الأموات ، من الأولياء والصالحين .

 وهذا النوع من الشرك يحبط جميع الأعمال الصالحة ، ويخرج صاحبه من الإسلام ويخلده في النار إذا مات ولم يتب منه .

 قال الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)  ( النساء :116)

وقال سبحانه (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ) ( المائدة :72)

( معارج القبول لحافظ حكمي جـ 1 صـ 393:382)

* * * * *

س 35 : ما المقصود بالشرك الأصغر ؟

جـ 35 : الشرك الأصغر لا يخرج صاحبه من الإسلام ولكنه ينقص ثواب العمل الصالح، وقد يحبطه إذا زاد، وينقسم الشرك الأصغر إلى قسمين :

القسم الأول : شركٌ ظاهرٌ في الأقوال والأفعال، فالأقوال : كالحلف بغير الله، كأن يحلف المسلم بالنبي-صلى الله عليه وسلم- أو بأحدٍ من أولياء الله الصالحين ، أو بالكعبة ، أو بالأمانة، أو بالشرف، أو بالوالدين أو ما شابه ذلك . ومن الشرك في الأقوال أيضاً : قول الرجل لصاحبه : ما شاء الله وشئت، لولا الله وأنت، أعتمد على الله وعليك .

 وأما الشرك في الأفعال فمثل : لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أو تعليق الخزر خوفاً من الحسد وغيره، إذا اعتقد أن هذه أسباب لرفع البلاء، لأن الله لم يجعلها أسباباً، وأما إذا أعتقد المسلم أن هذه الأشياء ترفع البلاء بنفسها فهذا شرك أكبر يخرج صاحبه من الإسلام ، لأنه تعلق بغير الله تعالى .

القسم الثاني : الشرك الخفي وهو الرياء والسمعة، وذلك بأن يعمل المسلم عملاً صالحاً يريد به ثناء الناس ومدحهم له، كأن يحسن صلاته أو قراءته للقرآن الكريم أو يتصدق من أجل أن يمدحه الناس . ( معارج القبول لحافظ حكمي جـ 404:394)

* * * * *

س 36 : ما الدليل على عذاب القبر أو نعيمه ؟

جـ 36 : عذاب القبر أو نعيمه حاصل للروح والجسد معاً ، وهو ثابت بدليل القرآن والسُّنة وإجماع علماء المسلمين .

قال الله تعالى (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) ( المؤمنون 100:99)

وقال تعالى (وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) ( غافر 46:45)

وقال سبحانه (سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ) ( التوبة :101)

روي الشيخانِ عَنْ عبدِ الله بن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أحدهما فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَأَمَّا الأخر فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ) (البخاري حديث 218 / مسلم حديث 292)

* * * * *

س37 : ماذا تعرف عن إرادة الله تعالى ؟

جـ 37 : إرادة الله تعالى تنقسم إلى نوعين : إرادة كونية، وإرادة شرعية .

فالإرادة الكونية القدرية : تتعلق بكل ما يشاء الله تعالى فعله وإحداثه سواء أحبه أو لم يرضه من الكفر والمعاصي . يقول الله تعالى (وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ) ( هود :34)

وأما الإرادة الشرعية : فتتعلق بكل ما يأمر الله به عباده مما يحبه ويرضاه، وهي المذكورة في مثل قوله تعالى (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) ( البقرة :185)

وقوله تعالى (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) ( النساء :27)

والفرق بين الإرادتين أن الإرادة الكونية، لابد فيها من وقوع ما أراده الله تعالى، ولا يلزم أن يكون هذا الأمر الواقع محبوباً عند الله، وأما الإرادة الشرعية، فلا بد أن يكون المراد فيها محبوباًَ لله، ولكن لا يلزم وقوعه، فقد يقع المراد، وقد لا يقع .

والإرادتان قد تجتمعان معاً في مثل إيمان المؤمن وطاعة المطيع، وتنفرد الإرادة الكونية القدرية في مثل كفر الكافر، ومعصية العاصي، وتنفرد الإرادة الشرعية في مثل إيمان الكافر وطاعة العاصي . ( شرح العقيدة الطحاوية جـ 1 صـ 68:66)

* * * * *

 س38 : ما الفرق بين المعجزة والكرامة والأحوال الشيطانية ؟

جـ 38 : المعجزة: أمرٌ خارقٌ للعادة يجريه الله تعالى على أيدي الأنبياء والمرسَلين، تأييداً لهم، وتحدياً لأقوامهم .

 الكرامة : أمرٌ خارقٌ للعادة غير مقرون بدعوى النبوة، يجريه الله على يد عبد من عبادة الصالحين، إكراماً له، فيدفع به عنه ضرا، أو يحقق له نفعاً، أو ينصر به حقاً، وهذه الكرامات حق، يجب على المسلم أن يؤمن بها مثل قصة أصحاب الكهف، وأصحاب الغار الثلاثة، وقصة جريج الراهب .

 الأحوال الشيطانية : أمرٌ خارقٌ للعادة يظهر على أيدي المنحرفين، كالسحرة، والكهنة، والمشعوذين . ( فتاوى بن تيمية جـ 11 صـ289:272، و صـ 318:311)

* * * * *

س39 : ما معنى الشفاعة ؟وما أنواعها ؟

جـ 39 : الشفاعة : التوسط بالقول لوصول شخص ما إلى منفعة يرجوها أو خلاص من مَضرةٍ يخشاها .وتنقسم الشفاعة إلى شفاعة دنيوية، وشفاعة أخروية . وأجمع أهل السُّنة على ثبوت الشفاعة في الآخرة، وتشتمل على نوعين : شفاعة مثبتة، وشفاعة منفية.

( فتاوى ابن عثيمين جـ 2 صـ 187:185)

* * * * *

س40: ما المقصود بالشفاعة المثبتة ؟

جـ 40 : الشفاعة المثبتة هي الشفاعة التي أثبتها الله تعالى في كتابة العزيز، وهي خاصة بأهل التوحيد.قال سبحانه (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) ( البقرة :255)

وقال سبحانه (وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) ( الأنبياء:48)

وقال جل شأنه (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا) ( طه :109)

( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد صـ 265 )

* * * * *

س 41 : ما هي شروط الشفاعة المقبولة عند الله تعالى ؟

جـ 41 : الشفاعة المقبولة عند الله تعالى لا بد أن تتوافر فيها ثلاثة شروط هي :

أولاً : رضا الله تعالى عن الشافع.

ثانياً : رضا الله تعالى عن المشفوع له .

ثالثاً : إذن الله تعالى بالشفاعة

قال تعالى (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) ( النجم :26)

 ( فتاوى بن عثيمين جـ 2 صـ 185)

* * * * *

س 42 : ما هي الشفاعة المنفية في القرآن الكريم ؟

جـ 42 : الشفاعة التي نفاها القرآنُ الكريم هي الشفاعة للكافرين والمشركين .

قال الله تعالى (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ) ( البقرة :48)

وقال سبحانه (ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ)       ( البقرة :254)

وقال جل شأنه (فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) ( الشعراء 102:100)

وقال تعالى (أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ) ( غافر :18)

 ( قرة عيون الموحدين صـ 107:104)

* * * * *

س 43 : ماذا تعرف عن شفاعة نبينا -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة ؟

جـ 43: لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- شفاعات عديدة يوم القيامة وهي :

1- الشفاعة العظمى له -صلى الله عليه وسلم- للفصل بين العباد، وهي المقام المحمود الذي وعده الله به.

وهذه الشفاعة خاصة بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- دون سائر الأنبياء و المرسلين .

2- شفاعته-صلى الله عليه وسلم- في دخول الجنة .

3- شفاعته -صلى الله عليه وسلم- لأقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم، أن يدخلوا الجنة .

4- شفاعته -صلى الله عليه وسلم-لأقوام من أهل الجنة، وذلك برفع درجاتهم فيها .

5- شفاعته-صلى الله عليه وسلم- في إخراج العُصاة مِن الموحدين مِن النار، ودخولهم الجنة .

6- شفاعته-صلى الله عليه وسلم- في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب، فيكون في ضحضاح مِن نار، تغلي منها دماغه .

7- شفاعته-صلى الله عليه وسلم- لأقوام من الموحدين، قد استوجبوا دخول النار، فيشفع لهم ألا يدخلوها .

8- شفاعته-صلى الله عليه وسلم- في أقوام يدخلون الجنة بغير حساب كعُكاشة بن مِحْصن,رضي الله عنه

( شرح العقيدة الطحاوية جـ 1 صـ274 : صـ284 )

( النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير جـ2 صـ202 : صـ209 )

* * * * *

س44 : ما هي أنواع التوسل المشروع ؟

جـ 44 : هناك ثلاث أنواع للتوسل شرعها الله تعالى لعباده الموحدين ودلت عليها نصوص القرآن والسًّنة وهي :

1- التوسل لله تعال باسم من أسمائه الحسنى، أو بصفة من صفاته، كأن يقول المسلم في دعائه : اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير أن تعافيني. أو يقول : اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمني وتغفر لي .

قال الله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ( الأعراف :180 )

وقال سبحانه حكاية عن سليمان -صلى الله عليه وسلم- في دعائه( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ) ( النمل : 19 )

روى النسائيُّ عن عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قال: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُو فيقول: اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي ) ( حديث صحيح ) ( صحيح النسائي جـ3 صـ54)

روى مسلمٌ عن عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِي .  ( مسلم حديث 2717 )

روى الترمذيُّ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ قَالَ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ . ( حديث حسن )  ( صحيح الترمذي للألباني حديث 2796)

2: التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعي نفسه:

كأن يقول الداعي : اللهم بإيماني بك، ومحبتي لك، واتباعي لرسولك محمد -صلى الله عليه وسلم-، اغفر لي واعف عني . أو يقول : اللهم إني أسألك بحبي لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وإيماني به أن تفرج عني همي .

وكذلك بأن يذكر الداعي عملاً صالحاً قام به لوجه الله تعالى، فيه خوفه من الله، وتقواه إياه، وإيثاره رضاه على كل شيء ليكون أرجى لقبوله وإجابته .

والدليل على مشروعية هذا التوسل :

قول الله تعالى: (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) ( آل عمران:16 )

وقوله سبحانه : رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) ( آل عمران : 53)

وقوله جل شأنه : رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ) ( آل عمران : 193 : 194 )

وقوله سبحانه : إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ) ( المؤمنون : 109 )

روى الشيخانِ عن عَبْد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوْا الْمَبِيتَ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ فَقَالُوا إِنَّهُ لَا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ )

وفي رواية لمسلم : فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ فَادْعُوا اللَّهَ تَعَالَى بِهَا لَعَلَّ اللَّهَ يَفْرُجُهَا عَنْكُمْ ) ( البخاري حديث 2272 / مسلم حديث 2743 )

الثالث : التوسل إلي الله بدعاء الرجل الصالح الحي :

كأن يقع المسلم في ضيق شديد، أو تحل به مصيبة كبيرة، ويعلم من نفسه التفريط في جنب الله تعالى، فيذهب إلى رجل، على قيد الحياة، يعتقد فيه الصلاح والتقوى، والفضل والعلم بالكتاب والسنة، فيطلب منه أن يدعوالله له ليفرج عنه كربه، ويزيل عنه همه، وهذا النوع قد ثبت في السنة.

روى الشيخانِ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يَذْكُرُ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ بَابٍ كَانَ وِجَاهَ الْمِنْبَرِ وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَائِمٌ يَخْطُبُ فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَائِمًا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتْ الْمَوَاشِي وَانْقَطَعَتْ السُّبُلُ فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا قَالَ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ اسْقِنَا اللَّهُمَّ اسْقِنَا اللَّهُمَّ اسْقِنَا قَالَ أَنَسُ وَلَا وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ وَلَا قَزَعَةً وَلَا شَيْئًا وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ قَالَ فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ فَلَمَّا تَوَسَّطَتْ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ ) ( البخاري حديث 1013 / مسلم حديث 897 )

روى البخاريُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا قَالَ فَيُسْقَوْنَ ) ( البخاري حديث 1010 )

روى ابن عساكر بسند صحيح عن سليم بن عامر الحبائري : أن السماء قحطت فخرج معاوية بن أبي سفيان وأهل دمشق يستسقون فلما قعد معاوية على المنبر قال : أين يزيد بن الأسود الجرشي ؟ فناداه الناس فأقبل يتخطى الناس فأمره معاوية فصعد على المنبر فقعد عند رجليه فقال معاوية : اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا، اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بيزيد بن الأسود الجرشي يا يزيد :

 ارفع يديك إلى الله، فرفع يديه ورفع الناس أيديهم فما كان أوشك أن ثارت سحابة في الغرب كأنها ترس، وهبت لها ريح فسقتنا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم )    (التوسل للألباني صـ41 )

* * * * *

 س 45: ما هي أنواع التوسل غير المشروع ؟

جـ 45 : التوسل غير المشروع أنواع منها:

1- التوسل إلى الله تعالى بذات أحدٍ من المخلوقين، سواء كانوا من الأنبياء، أو الصالحين، وذلك لأن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يتوسلوا بذاته -صلى الله عليه وسلم- لا في حياته ولا بعد موته، ولو كان ذلك التوسل مشروعاً لفعله عمر بن الخطاب، حيث توسل إلي الله تعالى بدعاء العباس بن عبد المطلب عند الاستسقاء، ولم ينقل أحدٌ من أهل العلم أن التابعين توسلوا بذات أبي بكر الصديق أو عمر بن الخطاب أو عثمان بن عفان، أو على بن أبي طالب أو غيرهم من الصحابة الكرام .

2- التوسل بجاه النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أحد من أولياء الله الصالحين، وهذا لم يفعله -صلى الله عليه وسلم- أحداً من الصحابة أو التابعين مع العلم بأن جاه النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الله عظيم، والحديث الذي ذكر في التوسل بجاه النبي -صلى الله عليه وسلم- موضوع ومكذوب عليه -صلى الله عليه وسلم- .

3- التوسل إلى الله تعالى بحق أحدٍ من المخلوقين، كأن يقول المسلم : اللهم أسألك بحق النبي -صلى الله عليه وسلم- أو بحق أنبيائك ورسولك أو بحق أحد من أولياء الله الصالحين، أو بحق حرمة الكعبة المشرفة أو المشعر الحرام ونحو ذلك لأنه ليس لأحد من الخلق حق على الله تعالى، والأحاديث المذكورة في ذلك أما ضعيفة لا تقوم بها حجة، أو موضوعة وكذب على النبي -صلى الله عليه وسلم- .

4- التوسل إلى الله تعالى بالموتى، من الصالحين والأولياء والنذر لهم والطواف حول قبورهم والذبح لهم .

( التوسل للألباني صـ 64:صـ 130)

* * * * *

س 46 : ما علامات الساعة الكبرى ؟

جـ 46 : علامات الساعة الكبرى عشرة، إذا وقعت واحدة منهم تبعها الباقي وهي :

الدخان، المسيح الدجال، الدابة التي تكلم الناس، طلوع الشمس من مغربها، نزول عيسي بن مريم -صلى الله عليه وسلم-، خروج يأجوج ومأجوج، خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلي محشرهم .

( صحيح مسلم جـ 4 حديث 2901)

* * * * *

س47 : هل يعلم أحد متى تقوم الساعة ؟

جـ 47 : إن موعد قيام الساعة من مفاتيح الغيب التي أستأثر الله تعالى بعلمها ومن زعم أن الساعة تقوم في يوم كذا أو في عام كذا فهو كذاب .

يقول الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) ( لقمان :34)

وقال سبحانه (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً) ( الأعراف :187)

والنبي -صلى الله عليه وسلم- حينما سأله جبريل عن الساعة قال( ما المسئول عنها بأعلم من السائل) ولكنه -صلى الله عليه وسلم- ذكر لها أماراتها .

( صحيح مسلم جـ 1 كتاب الإيمان حديث 1)

* * * * *

س 48 : من هو المهدي المنتظر ؟

جـ 48 : المهدي المنتظر : رجل من آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يدعي أنه المهدي يظهر في آخر الزمان يبايعه الناس على الإمامة، فيلي أمر المسلمين، ويملأ الدنيا عدلاً كما ملأت ظلما، وينزل عسي بن مريم من السماء في زمنه فيصلي خلفه، ويعاونه على قتل المسيح الدجال .

روي أبو داود عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ ) ( حديث صحيح ) ( صحيح أبو داود للألباني حديث 3603)

* * * * *

س49 : مال المقصود بالنفاق الاعتقادي ؟ وما حكمة ؟

جـ 49 : المقصود بالنفاق الاعتقادي : هو الذي يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر، وهذا النوع يخرج صاحبه من الإسلام وهو في الدرك الأسفل من النار، وقد وصف الله تعالى أصحاب هذا النفاق الاعتقادي بصفات الشر كلها ، من الكفر وعد م الإيمان والاستهزاء بالإسلام وأهله ومولاة أعداء الإسلام وهؤلاء موجودون في كل مكان وزمان وخاصة عندما تظهر قوة الإسلام ولا يستعطون مقاومته .

والنفاق الاعتقادي ستة أنواع :

1- تكذيب الرسول -صلى الله عليه وسلم- .

2- تكذيب بعض ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- .

3- بغض الرسول -صلى الله عليه وسلم- .

4- بغض ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- .

- المسرة بنقص المسلمين أو ضعفهم أو هزيمتهم .

6- الكراهية لانتصار دين الرسول -صلى الله عليه وسلم- .

( عقيدة التوحيد للدكتور صالح الفوزان صـ 87:86)

* * * * *

س 50 : ما المقصود بالنفاق العملي ؟ وما حكمة ؟

جت 50: المقصود بالنفاق العملي : هو عمل شيء من أعمال المنافقين مع بقاء الإيمان في القلب، وهذا النوع من النفاق، لا يخرج صاحبه من الإسلام، ولكن يجب عليه المبادرة بالتوبة الصادقة والنفاق العملي خمسة أنواع وهي :

1- إذا حديث كذب

2- إذا وعد أخلف

3- إذا أأتمن خان

4- إذا خاصم فجر

5- إذا عاهد غدر .

( البخاري حديث 34:33)

* * * * *

س51: ما هي الرقية الشرعية ؟

جـ 51 : الرقية هي دعاء وتسول، يطلب المسلم فيه من الله تعالى شفاء المريض وذهاب العلة من بدنه وذلك بقراءة بعض آيات القرآن الكريم وأدعية النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحيحة على المريض أو المسحور أو الذي أصابته العين، وقد رقى جبريلُ عليه السلام النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرضه .

روي مسلمٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ) ( مسلم جـ 4 حديث 2186)

ولقد رقى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- كثيراً من أصحابه، وكان يأمرهم بالرقية .

روي الشيخانِ عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبْ الْبَاسَ اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ) ( البخاري حديث 5743 / مسلم حديث 2191)

روي الشيخانِ عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ أَمَرَ أَنْ يُسْتَرْقَى مِنْ الْعَيْنِ ) ( البخاري حديث 5738 / مسلم حديث 2195)

* * * * *

س 52: ما هي الرقية غير المشروعة ؟

جـ 52 : الرقية غير المشروعة هي ما كانت بغير الآيات القرآنية أو الأدعية النبوية الصحيحة وبغير اللغة العربية، وهي أيضاً التي يستغاث فيها بغير الله تعالى : كالرقية بأسماء الجن أو الملائكة أو الأنبياء والصالحين . ( عقيدة التوحيد للدكتور الفوزان صـ 136)

* * * * *

س 53 : ما حكم من سب دين الله أو سب رسوله -صلى الله عليه وسلم- ؟

جـ 53 : كل من سب دين الله أو سب رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- أو غيره من الأنبياء والمرسلين فهو كافر مرتد عن الإسلام .

قال تعالى (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) (التوبة :65)

وكذلك كل من أنكر شيئاً من الدين بالضرورة كالصلوات الخمس أو الزكاة أو صوم رمضان أو حج بيت الله الحرام أو فرضية الحجات بالنسبة للمرأة بعد أقامة الحجة عليها، فهو كافر مرتد عن الإسلام بإجماع المسلمين، إلا أن يتوب إلي الله تعالى .

( الصارم المسلول لأبن تيمية صـ 555:546)

* * * * *

س54: ما حكم من سب الزمن ؟

جـ 54 : لا يجوز للمسلم أن يسب الزمن أو يلعنه .

روي الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ يقَول اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ

( البخاري حديث 4826/ مسلم 2246)

ويجب أن يعلم المسلم أن ساب الزمن واقع بين أمرين لا بد له من أحدهما، أما سبه الله تعالى أو الشرك به، فإذا أعتقد أن الزمن فاعل مع الله فهو شرك، وإن أعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك، وهو يسب من فعله فقد سب الله عز وجل .

 ( زاد المعاد لابن القيم جـ 2 صـ 355)

* * * * *

س 55 : ما حكم الحلف بالنبي أو الكعبة أو الأمانة أو الوالدين ؟

جـ 55 : لا يجوز الحلف بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولا بأحد من أولياء الله الصالحين ولا بالكعبة ولا بالأمانة، ولا بالطلاق ولا بالشرف ولا بالذمة ولا بالوالدين،

لأن الحلف بغير الله من الشرك الأصغر .

روي أبو داود عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ . ( حديث صحيح ) ( صحيح أبي داود للألباني حديث 2787)

* * * * *

س56: ما هو المقصود بالتمائم ؟ وما حكمها ؟

جـ 56 : سميت التمائم بهذا الاسم لأن العرب في الجاهلية كانوا يعتقدون أنها تمام الدواء والشفاء، وكان كل من علق شيئاً يعتقد أن حفظة ودفع الأخطار عنه يتم بهذا الشيء الذي علقه . ( النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير جـ 1 صـ 198)

والمقصود بالتمائم والأحجبة، هي كل ما يعلق على الصغار والكبار من الحرز وغيره لدفع الحسد عنه وكذلك ما يوضع في مقدمة السيارة أو على واجهه المحلات والمنازل كالنعال، وبعض الحيوانات المجسمة وغيرها مما يكتبه الدجالون من خرافات ورسوم ورموز لا يعرف الناس معناها، لدفع الحسد والضرر عنها . كل هذا حرام منكر لأنه من الشرك حيث تتعلق قلوب الناس بغير الله تعالى . وقد نهي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن مثل هذه التمائم والأحجبة وحرمها . ( عقيدة التوحيد للدكتور صالح الفوزان صـ 138:137)

روي أبو داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود، رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ ) ( حديث صحيح ) ( صحيح أبي داود للألباني حديث 3288)

التوله : شيء يفعله الدجالون ليحبب المرأة إلي زوجها .

روى أحمد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال (مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ) ( حديث صحيح ) ( صحيح الجامع للألباني جـ 2 حديث 6394)

* * * * *

س 57 : ما المقصود بالنُشرة ؟ وما حكمها ؟

جـ 57 : النشرة هي : حل السحر عن المسحور . وهي نوعان :

النوع الأول : حل هذا الحسر عن المسحور بسحر مثله وهذا حرام، لأن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد نهى عنه لأنه من عمل الشيطان . ( حديث صحيح ) ( صحيح أبي داود للألباني حديث 3277)

النوع الثاني : هو حل هذا السحر بالآيات القرآنية والأدعية النبوية الصحيحة، فهذا جائز شرعاً .

( زاد المعاد لأبن القيم جـ 4 صـ 127:126) ( فتح الباري جـ 10 صـ 244)

* * * * *

س 58: ما حكم التشائم ؟

جـ 58: التشائم بشيء معين كطير أو حيوان أو إنسان أو مكان أو رقم أو شهر أو نحو ذلك محرم لأنه من الشرك حيث يعلق قلب العبد بغير الله خاصة إذا منعه ذلك من فعل شيء ما .

روى الشيخانِ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال ( لا عدي ولا طير ولا هامة ولا صفر ) ( البخاري حديث 5757 / مسلم حديث 2220)

روى أبو داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ (الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ) ( حديث صحيح ) ( صحيح أبي داود للألباني حديث 3309)

* * * * *

س59 : ما حكم التنجيم ؟

جـ 59 : المقصود بالتنجيم هو علم النجوم والكواكب وينقسم إلي نوعين :

النوع الأول : علم الاستدلال بأحوال النجوم والكواكب على ما يحدث في الأرض، بمعنى أن يربط المنجم ما يقع في الأرض أو ما سيقع فيها كنزول المطر أو هبوب الرياح أو موت عظيم أو ميلاده بالنجوم من حيث حركتها، وطلوعها وغربها واقترانها ببعضها أو افتراقها عن بعضها . وهذا العلم محرم لأنه من علم الغيب الذي أستأثر الله به ولأنه من الشرك المنافي للتوحيد حيث يتعلق القلب بغير الله تعالى

النوع الثاني : علم الاستدلال بالشمس والقمر والنجوم على القبلة والاتجاهات المختلفة وأوقات الصلاة والأزمنة والفصول، فهذا جائز ولا حرج فيه . ( شرح السنة للبغوي جـ 12 صـ 183)

* * * * *

س 60 : ما حكم من ذهب إلي العرافين ؟

جـ 60 : العراف هو الذي يدعي معرفة الأمور الغيبية، والذهاب إليه وتصديقه حرام .

روى مسلم عَنْ نَافِعٍ عَنْ صَفِيَّةَ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)

( مسلم جـ 4 حديث 2230)

روى أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .

( صحيح الجامع للألباني جـ 2 حديث 5939)

* * * * *

س 61 : ما الفرق بين الرسول والنبي ؟

جـ 61 : الرسول هو كل ذكر من بني آدم أوحي الله إليه بشرع وأمره بتبليغه مثل نوح وإبراهيم وموسي وعيسي ومحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِم وَسَلَّمَ .

والنبي : هو كل ذكر من بني آدم أوحي الله إليه بأمر وأختصه به دون غيره ولم يأمره الله بتبليغه للناس، مثل يوشع بن نون صاحب موسي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .

فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول .

( شرح الطحاوية لأبي العز حنفي جـ 1 صـ 140) ( معارج القبول لحافظ حكمي جـ 1 صـ 81)

* * * * *

س 62: ما حكم من يقول مدد يا رسول الله أو مدد يا حسين أو نظرة يا سيدة ؟

جـ 62 : لا يجوز للمسلم أن يقول مدد يا رسول الله أو مدد يا حسين أو نظرة يا سيدة لأن هذا شرك أكبر، لأنه نداء للأموات ليعطه خيراً، وليغيثوه وليدفعوا عنه الضر، ومعني قول القائل مدد يا رسول الله أو مدد يا حسين أو مدد يا بدوي، أي أمددنا بعطائك وخيرك وأكشف عنا الشدة وأدفع عنا البلاء، وهذا شرك أكبر صريح .

 يقول الله تعالى (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) ( الإسراء :20)

ويقول سبحانه إيضاً (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) (فاطر: 14:13)

* * * * *

س 63: ما حكم إطلاق كلمة شهيد على شخص بعينه، كمن يقول : الشهيد فلان ؟

جـ 63 : لا يجوز أن نحكم لشخص بعينه بأنه شهيد، فنقول الشهيد فلان وذلك على سبيل القطع والتأكيد إلا بوحي من الله تعالي، لأن بعض الناس قد يكون ظاهرة خلاف باطنه فقد يقاتل حميه لقومه أو يقاتل رياء وسمعة، ولهذا ذكر البخاري رحمه الله في كتاب الجهاد من صحيحة باب : ( لا يقول فلان شهيد ) لأن مدار الشهادة على النية ولا يعلم حقيقة هذه النية إلا الله تعالى .

روي البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ . ( البخاري حديث 2803)

 قال الإمام بن حجر العسقلاني : قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله) أي فلا يعلم ذلك إلا من أعلمه الله، فلا ينبغي إطلاق كون كل مقتول في الجهاد أنه في سبيل الله . ( فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ 6 صـ 106)

روي أحمد والنسائي عن عمر بن الخطاب أنه قال : تَقُولُونَ لِمَنْ قُتِلَ فِي مَغَازِيكُمْ وَمَاتَ قُتِلَ فُلَانٌ شَهِيدًا أو َمَاتَ فُلَانٌ شَهِيدًا وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَوْقَرَ- أي حمل

عَجُزَ دَابَّتِهِ أَوْ دَفَّ رَاحِلَتِهِ – أي سرج بعيره - ذَهَبًا أَوْ وَرِقًا يَطلب التِّجَارَةَ فلَا تَقُولُوا ذَاكُمْ وَلَكِنْ قُولُوا كَمَا قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ )

 ( صحيح مسند أحمد جـ 1 صـ 41:40)

( صحيح سنن النسائي للألباني جـ 2 صـ 452:451)

وبناء على ما سبق، فإذا أردنا أن نتحدث عن شخص قتل وهو يحارب أعداء المسلمين، فإننا نقول : نرجو الله أن يكون فلاناً من الشهداء، والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا .

* * * * *

س 64 : ما حكم نذر الذبائح وما في معناها لأولياء الله الصالحين ؟

جـ 64 : الذر عبادة وقربه لا تصرف إلا لله تبارك وتعالى وحده، فمن نذر شيئاً لأحد الأولياء الصالحين فقد أشرك بالله العظيم، وهذه النذور يحرم أخذ شياًَ منها . والذبح عبادة وقربة لا تصرف إلا لله سبحانه وحده : قال الله في كتابه العزيز (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) ( الأنعام :163:162)  وقال سبحانه (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) ( الكوثر : 2)

ولذا فإن من ذبح لغير الله تعالى، كمن يذبح لأولياء الله الصالحين، فقد أشرك بالله العظيم، وهذه الذبائح يحرم الأكل منها .

روي مسلم عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أن رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال : (لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ) ( مسلم حديث 1978)

* * * * *

س 65 : ما حكم السفر إلي دول غير إسلاميه مع الإقامة فيها والحصول على جنسيتها ؟

جـ 65 : لا يجوز للمسلم السفر إلي دول غير إسلامية والإقامة فيها إلا لضرورة شرعية ويحرم أن يحصل المسلم على جنسية دولة غير إسلامية لأن ذلك وسيلة إلي مولاتهم والموافقة على ما هم عليه من الباطل .

روي أبو داود عن جرير بن عبد الله، رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال : (أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ ) ( صحيح أبي داود للألباني حديث 2304) ( فتاوى اللجنة الدائمة جـ 1 صـ 69:68)

* * * * *

س 66 : ما حكم من يسخر من المستقيمين على أمر الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟

جـ 66 : تحرم السخرية ممكن يلتزم بأوامر الله وسنه رسولة -صلى الله عليه وسلم-, كمن أطلق لحيته أو رفع ثوبه عن كعبية . فليحذر الذي يستهزئ بهم، فهو على خطر عظيم، ويخشي عليه أن يدخل تحت قول الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ) ( المطففين : 33:29)

( فتاوى بن عثيمين جـ 1 صـ 75:74)

* * * * *

س 67 : ما حكم الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم-؟

جـ 67 : الاحتفال بالمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- بالطريقة التي نراها اليوم من شراء تماثيل من الحلوى وإعطائها للأطفال أو إعداد موائد الطعام والشراب وإقامة السرادقات

والإتيان بالمنشدين الذين يذكرون من قصائد المدح ما يحل منها وما يحرم، مستخدمين المعازف التي حرمها الله ورسوله، كل هذا من البدع المستحدثة في الدين، وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفعله بهذه الطريقة ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة الكرام ولا التابعون لهم بإحسان في القرون الثلاثة الفاضلة وهم اعلم الناس بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأكمل حبا له ومتابعة لشرعة الشريف .

روي الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ( البخاري حديث 2697 / مسلم حديث 1718)

روي أبو داود عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ من بعدي، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)  ( صحيح أبي داود للألباني حديث 2851)

وكان احتفاله -صلى الله عليه وسلم- بهذا اليوم هو صيامه شكراً لله تعالى على هذه النعمة العظيمة .

روي مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن صيام يوم الاثنين فقال (ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ ) ( صحيح مسلم جـ 2 /كتاب الصيام حديث 197)

* * * * *

س 68 : ماذا تعرف عن الجن ؟ وما طريق الوقاية من مردتهم وشياطينهم ؟

جـ 68 : الله خالق الجن من النار لعبادته ومنحهم الله قدرات لم يمنحها للانس وفيهم المؤمن والكافر والمطيع والعاصي، ولا يستطيع أحد من البشر أن يراهم على صورتهم الحقيقية، وهم يأكلون ويشربون ويتزوجون ولهم ذرية، وهم مكلفون بالعبادات كالبشر، ويدخل مؤمنهم الجنه ويدخل كافرهم النار والجن العاصي له تأثير على الإنسان بالإذاء الذي قد يصل إلي القتل وذلك بإرادة الله وحدة .

 وللوقاية من شر شياطين الجن، يقرأ المسلم القرآن الكريم وخاصة آية الكرسي قبل النوم ويعوذ نفسة بالمعوذات التثلاث . ( قل هو الله أحد، قل أعوذ برب الفلق، قل أعود برب الناس) ويحافظ على الأذكار التى جاءت بها سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويحافظ على الصلاوات المفروضة جماعة في المساجد، ويلتزم طريق طاعة الرحمن ويبتعد عن المعاصي.

( فتاوى بن عثيمين جـ 1 صـ 167:162)

* * * * *

س 69 : هل يري المؤمنون ربهم يوم القيامة ؟

جـ 69 : من عقيدة أهل السنة والجماعة أن المؤمنين سوف يرون الله عز وجل يوم القيامة . يقول الله تعالى (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) ( القيامة :23:22)

روي الشيخان من حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ .

( البخاري حديث 7436 / مسلم حديث 633)

* * * * *

س 70 : هل يمكن رؤية نبينا -صلى الله عليه وسلم- في المنام ؟

جـ 70 : نعم، يمكن للمؤمنين الصادقين، أصحاب العقيدة الصحيحة، المتمسكين بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، أن يروه في المنام على صورته الحقيقية .

روى البخاري عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- : مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ. ( البخاري حديث 6994)

وأما إذا رأي في المنام شخصاً على غير هيئة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال أنا رسول الله، كأن يري أنساناً حليقاً وما شابه ذلك فإنة لم يري الرسول -صلى الله عليه وسلم- حقا .

* * * * *

س 71 : ما هي عقيدتنا في أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ؟

جـ 71 : عقيدتنا أن جميع أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عدول وأن عدالتهم ثابتة معلومة بتزكية الله لهم في القرآن وكذلك تزكية النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم في السنة، وهم متفاوتون في الفضل فنحن نقدم من آمن وأنفق وقاتل في سبيل الله قبل فتح مكه على من بعدهم وكلاً وعد الله الحسني . ونقدم المهاجرين على الأنصار، ونأمن بأن أفضل هذه الأمة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هم بالترتيب : أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم جميعاً . ونحن نحب جميع أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا نفرط من حب أحد مهم، نبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ونعادى من عاداهم، وحبهم من الإيمان ويجب علينا السكوت وعدم الخوض في الفتن التى وقعت بين الصحابة بعد مقتل عثمان بن عفان وأنهم كانوا مجتهدين فيها

فمن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد ونعتقد أنهم غير معصومين، وأنما العصمة للأنبياء والمرسلين فقط . ( شرح العقيدة الوسطية لمحمد خليل هراس صـ 124:116)

* * * * *

س 72 : ما حكم من سب أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ؟

جـ 72 : ينقسم سب الصحابة إلي قسمين، ولكل منها حكم يخصه كما يلي :

القسم الأول : من سب الصحابة سباً يقدح في عدالتهم بالكفر أو الردة أو الفسق، فهذا كافر مرتد عن الإسلام، وذلك لأن السب بهذه الطريقة يعنى أن الذين نقلوا القرآن والسنة كفار أو مرتدون أو فساق، وبذلك يقع الشك في القرآن والسنه لأن الطعن في النقل طعن في المنقول، ولأن هذا القول أيضاً تكذيب لعدالتهم والرضا عنهم في القرآن الكريم .

القسم الثاني : من سب الصحابة سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم، مثل وصفهم بالبخل أو الجبن أو قله أو عدم الزهد، فهذا السب حرام ويستحق صاحبة التعزير والتأديب .

( الصارم المسلول لابن تيمية صـ 587:567)

* * * * *

س 73 : من هم العشرة المبشرون بالجنه من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ؟

جـ 73 : العشرة المبشرون بالجنه هم : أبو بكر, عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، على بن أبي طالب، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقاص، سعيد بن زيد، أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم جميعاً .

( حديث صحيح ) ( صحيح الترميذي للألباني حديث 2946 )

* * * * *

س 74 : ما موقف المسلم من غير المسلمين المسالمين لنا ؟

جـ 74 : إن غير المسلمين، المسالمين لنا، لهم حق علينا، وذلك لأن ندعوهم إلي الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ولا نجبر أحداً على ترك دينه، ويحرم علينا أن نظلمهم أو نعتدي على أموالهم أو أعراضهم أو أماكن عبادتهم وعلينا أن نساعدهم وقت الحاجة، مدام ذلك في طاعة الله .

 قال تعالى (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) ( الممتحنة :8)

ولقد عاش النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة بين اليهود والنصاري وعبدة الأوثان والمنافقين فما ظلم أحد منهم ولا قتل أحداً بغير حق وما أعتدي على حرماتهم، فعاش غير المسلمين في أمان الإسلام . ولقد أوصانا النبي -صلى الله عليه وسلم- بغير المسلمين خيرا وحزرنا من ظلمهم .

روي البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن العاص أن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-قَالَ مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا. ( البخاري حديث 3166)

المعاهد : هو كل من له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقد جزية أو هدنة من سلطان أو أمان من مسلم . ( فتح الباري جـ 12 صـ 271)

روي أبو داود عن صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ آبَائِهِمْ دِنْيَةً ( أي : متصلو النسب ) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . (حديث صحيح) ( صحيح أبي داود للألبناني حديث 2626)

* * * * *

س75 : ما حكم تكفير مسلم معين أو الحكم لأحد بالجنه أو النار ؟

جـ 75 : أعتاد الكثيرون من الناس أن يطلقوا العنان لألسنتهم فيحكمون على هذا بالكفر، ويجعلون هذا من أجل الجنه وهذا من أهل النار، وهذا أمر خطير، يجب على المسلم أن يحذر الوقوع فيه، حتي لا يحدث ما لا تحمد عقباه في الدنيا والآخرة . ولذا نقول إنه لا يجوز أن كفر أحداً بعينه من المسلمين، بذنب ما لم يستحله أو يقر بكفر، إن الطواف حول القبور والنذر لها والتمسح بها شرك فقد نهي الشرع عنه، فاعله قد فعل فعلاً من أفعال المشركين، ولكن لا يجوز أن نقول له أنت مشرك، ولكن يقال له أنت فعلت فعلاً من أفعال المشركين، ولا يجوز كذلك أن نشهد لأحد بالجنه، مهما كان عمله الصالح، إلا لمن شهد له الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- كالعشرة المبشرين بالجنة وأصحاب بيعة الرضوان وغيرهم ممن عينهم نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك لا يجوز أن نشهد لأحد بالنار مهما كانت معصيته، إلا لمن شهد له الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، لأن هؤلاء العصاة، قد تكون لهم توبة مقبولة عند الله في آخر حياتهم ، أو قد تكون لهم حسنات تحموا سيئاتهم، أو قد يبتليهم الله ببعض المصائب التي تكفر عنهم سيئاتهم أو يدخلون يوم القيامة في شفاعة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أو في شفاعة أرحم الراحمين سبحانه وتعالى، وليعلم الجميع أن عقيدتنا هي الدعاء لجميع العصاة بالهداية والتوبة الصادقة . ( مجموع فتاوى بن تيمية جـ 3 صـ 231:229 /284:282 / جـ 23 صـ 249:245)

* * * * *

جـ 76 : ما هي التوبة الصادقة ؟

جـ 76 :التوبة الصادقة واجبة على الفور من كل معصية . يقول الله تعالى (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ( النور :31)

وقال سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا) ( التحريم :8 )

والتوبه الصادقة لها شروط لا تتحقق إلا بها، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى ولا تتعلق بأحد من الناس فلها ثلاثة شروط :

أحدها : أن يقلع العبد عن المعصية

والثاني : أن يندم على فعلها، والثالث : أن يعزم إلا يعود إليها أبدا .

فإن فقد شرط من هذه الشروط الثلاثة لم تصح التوبة . وأما إن كانت المعصية تتعلق بأحد من الناس فلها أربعة شروط، الثلاثة السابقة والرابع : أن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه، وأن كان حد قذف ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة، أستحله منها . ( رياض الصالحين للنووي صـ 17:16)

* * * * *

عدد المشاهدات 4942