صحوة الأزهر بين الماضي والحاضر

2010-09-21

صفوت الشوادفى

الحمد لله ... والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد : ففي عدد ربيع الآخر سنة 1400هـ نشرت مجلة التوحيد بقلم رئيس تحريرها ما يلي : صحوة الأزهر

في أعقاب الأحداث الأخيرة التي بدأت بسلسلة مقالات هجوم على الإسلام على صفحات جريدة الأخبار ، ثم توزيع نشرات في ميادين وشوارع القاهرة منسوبة إلى الصليبية المصرية- انعقد مؤتمر كبير بالأزهر يوم الأربعاء 21 صفر 1400هـ الموافق 9 يناير 1980 م حضره : شيوخ الأزهر ، وعلماؤه ، وطلابه ، وممثلوا الجماعات الإسلامية بالجامعات ، والآلاف من شباب الإسلام ، كما حضره ممثلو الجمعيات والهيئات الإسلامية في مصر .

وقد أصدر المؤتمر القرارات والتوصيات الآتية:

1- مطالبة المسلمين شعوبًا وحكومات: بدعم المجاهدين الأفغان بما يلزمهم من: مال وسلاح ورجال.

2- فتح باب التطوع في كتائب المجاهدين، ومطالبة الجهات الرسمية بتيسير أمر التدريب، والسفر لكتائب المتطوعين.

كما تعلن الجمعيات والجماعات الإسلامية المشاركة في المؤتمر: فتحها لباب التبرع العاجل لنصرة المجاهدين.

3- يطالب المؤتمر الحكومات الإسلامية بقطع العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع روسيا الملحدة وفاء بحق الإسلام .

4- يعلن المؤتمر: أن حرمة أرض الإسلام، وبلاده حرمة أبدية، وأن المسلمين في العالم أجمع مسئولون أمام الله عن استرداد كل شبر من أرض الإسلام، بدءًا بالجمهوريات الإسلامية المحتلة بالاتحاد السوفيتي، والأندلس، ومرورًا بفلسطين، وانتهاء بأفغانستان.

5- يطالب المؤتمر المسئولين عن الإعلام: بالوقف الفوري لحملات التشكيك في الإسلام: عقيدة وشريعة، وحملات السخرية من الأزهر وعلمائه على صفحات الجرائد، والمجلات، وشاشات التليفزيون، ويحذر المؤتمر من الاستمرار في هذا المخطط.

6- يطالب المؤتمر : بتطهير أجهزة الإعلام من جهود الغزو الفكري الخبيث ، ويطالب المؤتمر : بإقالة (موسى صبري جرجس) والتحقيق الفوري معه ؛ لمسئوليته عن منع نشر ردود علماء الأزهر والإسلام .

7- يطالب المؤتمر : بمحاكمة عميل الماسونية العالمية المدعو (محمد سعيد العشماوي) لطعنه في الإسلام ، وتشكيكه في العقيدة والشريعة الإسلامية ، وسخريته بعلماء الإسلام .

8- يطالب المؤتمر أجهزة الأمن : بالتحقيق في ظاهرة انتشار أندية (الروتاري) الصهيونية ، وفي أهدافها المريبة ، وعلاقاتها بأوكار الماسونية العالمية ، وينبه المؤتمر المسلمين في كل مكان في العالم : إلى خطورة الأندية والجمعيات المشبوهة ؛ التي تتستر تحت كلمات الإخاء والمحبة والخدمات الخيرية .

9- يطالب المؤتمر المسئولين عن الأمن بمصر المسلمة: بالقيام بمسئوليتهم بحزم في مواجهة حملات التبشير الصليبية السافرة، والممثلة في توزيع المنشورات التي تهاجم الإسلام، أيًّا كان مصدرها حفاظًا على عقيدتنا وإسلامنا.

10- ويطالب المؤتمر مجلس الشعب بتحديد موعد نهائي لإصدار القوانين الخاصة بتطبيق الشريعة الإسلامية، ويوصي المؤتمر بعقد مؤتمر في القريب العاجل بهذا الشأن.

11- يطالب المؤتمر: بالوقف الفوري لعرض فيلم (ميلاد المسيح) والذي يتعارض تعارضًا مباشرًا مع العقيدة التي يدين بها شعبنا المسلم.

12- يطالب المؤتمر الوزير المسئول عن الثقافة والإعلام: بدعم وتيسير صدور جريدة لشباب الأزهر الشريف؛ كي تصدر في أقرب فرصة لترد على التشكيك، ولإتاحة الفرصة لشباب الأزهر وشيوخه للقيام بدورهم القيادي.

13- يرى المؤتمر : أن الظروف التي تمر بها الأمة الإسلامية تفرض على المعنيين بالثقافة والتربية بصفة عامة ، وعلى القائمين بالتعليم في مدارسنا وجامعاتنا بصفة خاصة الارتقاء إلى مستوى الأحداث ، ويطالب المؤتمر : بترشيد الأنشطة الطلابية ، والابتعاد عن الأنشطة الهابطة من حفلات رقص ، ومجون ،وغناء ؛ حفاظًا على سلامة شبابنا ، وخوفًا من أن يتمزق بين شعارات ترفع وواقع يناقضها .

14- يهيب المؤتمر بالحكومات والشعوب الإسلامية : أن ترتفع لمستوى الأحداث ، وأن تدع ما بينها من شقاق وخلاف ، وأن تعلن الجهاد المقدس ضد الشيوعية الشرسة لحساب الإسلام ، لا لحساب أمريكا أو الغرب .

15- يرى المؤتمر : أن الأمة الإسلامية اليوم أحوج ما تكون إلى قيادة الأزهر الشريف ، ولذا فإن المؤتمر يناشد رئيس الجمهورية ، ورئيس الوزراء ، ومجلس الشعب : استقلال الأزهر ، وعودة أوقافه المغتصبة ، وعودة هيئة كبار العلماء ، وأن يكون شيخ الأزهر منتخبًا من علماء الإسلام في العالم أجمع ؛ لتعود ثقة المسلمين في أزهر الإسلام كما كانت عليه .

16- يوصي المجتمعون: بعقد مؤتمر خلال شهر ربيع الأول الموافق الثلاثاء12 من فبراير، يدعى له المسئولون في الوزارات المعنية لمتابعة ما تم بشأن القرارات والتوصيات.

ثم عقب فضيلة الشيخ أحمد فهمي (رئيس التحرير) بقوله :

تلك هي القرارات والتوصيات التي أصدرها المؤتمر.

ومما يلفت النظر أن جريدة الأخبار عندما أشارت لهذا المؤتمر على صفحاتها في اليوم التالي لانعقاده اكتفت بأن ذكرت من قراراته ما يتعلق بأحداث أفغانستان فقط، ولم تشر إلى بقية القرارات والتوصيات.

ونحن لا نرى غرابة في هذا - في أن تقوم بنشر بعض القرارات دون بعضها الآخر - فيكفي أنها الجريدة التي فتحت الباب على مصراعيه للهجوم على الإسلام، والتشكيك في دين الله.

نسأل الله أن يوفق شباب الأزهر للحفاظ على هذه الصحوة، وأن يوفق الجميع لإعلاء كلمة الله، ورفع راية الإسلام عالية خفاقة.

هذا ما نشرته مجلة التوحيد منذ خمسة عشر عامًا.....

وأقول : ما أشبه الليلة بالبارحة !

إن مما يلفت النظر، ويزيغ البصر، ويحيِّر الفِكرَ هو أن ما يحدث اليوم لا يختلف عما حدث بالأمس؛ في كثير أو قليل ! وإليك البيان :

* ما فعلته روسيا في أفغانستان في الماضي، تفعله اليوم أمريكا وأوروبا في البوسنة، والقارئ غني عن الشرح والبيان، وبمثلها تتميز الأشياء !!

* المؤامرة على فلسطين لم تتوقف (راجع قرار رقم 4)، والجديد هو: تنافس الدول العربية المسلمة؛ إلا قليلاً منهم على الاعتراف بإسرائيل، وهم الأشداء فيما بينهم، الرحماء على عدوهم.

* التشكيك في الإسلام، والسخرية من علمائه؛ مخطط قديم (راجع قرار رقم 5)، والجديد هو: مضاعفة الجهد، وبذل المزيد لصد المسلمين عن دينهم، ومحو الإيمان من قلوبهم.

* لا شك أن كثيرًا من المسلمين لا يعرف من هو محمد سعيد العشماوي ؛ الذي يهاجم الإسلام على صفحات روزاليوسف ، ويشكك في أحكامه ، وينكر الكثير منها ( راجع قرار رقم 7) ، والحقيقة أن الدكتور النمر وزير الأوقاف السابق قد أفتى في سنة 1400هـ (1980م) بأن سعيد العشماوي مرتد عن الإسلام ! وفي نفس السنة قرر مؤتمر علماء وشباب الأزهر : بأن عشماوي عميل الماسونية العالمية ، وطالب بمحاكمته .

واليوم عاد إلى الظهور والهجوم وهو لا يعلم أن الله مخرج ما يكتمه المنافقون .

* وأخيرًا.. فقد دعا المؤتمر إلى استقلال الأزهر، وردِّ أوقافه المغتصبة، وعودة هيئة كبار العلماء.

ونحن نحذر من مؤامرة جديدة قد تحاك للأزهر لما يترتب عليها: من آثار غير حميدة، وعواقب غير مأمونة، والله من روائهم محيط.

عدد المشاهدات 10391