خال المؤمنين : معاوية بن أبي سفيان

2011-09-17

صلاح الدق

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله الذي هدانا إليه صراطاً مستقيماً ، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ ، الذي بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً ، وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً، أما بعد :فإن معاوية بن أبي سفيان،هو أحد أصحاب نبينا محمدٍ،  -صلى الله عليه وسلم-، الذين أصطفاهم الله تعالى،لصحبة نبيه  -صلى الله عليه وسلم-،و هو من الشخصيات البارزة في تاريخ الإسلام،من أجل ذلك أحببت أن أذكر نفسي وإخواني الكرام بشيءٍ من سيرته، فأقول و بالله التوفيق:

اسم معاوية ونسبه :

معاوية بن أبي سفيان، صخر بن حرب ،بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، أمير المؤمنين، مَلِكُ الإسلام، القرشي، الأموي، المكي.

أم معاوية :

هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب . ( الطبقات الكبرى لابن سعد جـ 7 صـ 285 )

كنية معاوية : أبو عبد الرحمن . ( الطبقات الكبرى لابن سعد جـ 7 صـ 285 )

ميلاد معاوية :

وُلِدَ معاوية قبل بعثة النبي  -صلى الله عليه وسلم- بخمس سنوات . ( الإصابة لابن حجر العسقلاني جـ 3 صـ 412 )

صفات معاوية الخِلْقية : كان معاوية طويلاً، أبيض، جميلاً . (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 3 صـ 120)

زوجات معاوية :

كان لمعاوية أربعة زوجات . ( تاريخ الطبري جـ6 صـ 246 : صـ 247 )

أولاد معاوية :

 كان لمعاوية ستة أولاد،من الذكور ثلاثة، و هم عبد الرحمن ،و عبد الله، و يزيد، ومن الإناث ثلاثاً و هن أمة رب المشارق،ورملة، و هند .

 (البداية و النهاية لابن كثير جـ 8 صـ 148:147)

إسلام معاوية :

قال معاوية بن أبي سفيان: لما كان عام الحديبية وصدت قريش رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- عن البيت، ودافعوه بالراح، وكتبوا بينهم القضية وقع الإسلام في قلبي، فذكرت ذلك لأمي هند بنت عتبة فقالت: إياك أن تخالف أباك، وأن تقطع أمراً دونه فيقطع عنك القوت، وكان أبي يومئذ غائباً في سوق حباشة.قال: فأسلمت وأخفيت إسلامي، فوالله لقد رحل رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- من الحديبية وإني مصدق به، وأنا على ذلك أكتمه من أبي سفيان، ودخل رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- عمرة القضية وأنا مسلم مصدق به؛ وعلم أبو سفيان بإسلامي فقال لي يوماً: لكن أخاك خير منك، وهو على ديني. فقلت: لم آل نفسي خيراً.قال: فدخل رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- عام الفتح فأظهرت إسلامي ولقيته فرحب بي، وكتبت له. ( مختصر تاريخ دمشق لابن منظور جـ24 صـ403 )

عِلْم معاوية :

حَدَّثَ معاوية عن النبي، وكتب له عدة مرات، وحدث عن أخته أم المؤمنين أم حبيبة، وعن أبي بكر، وجرير بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، والنعمان بن بشير، وابن الزبير .

روى عنه: ابن عباس، وسعيد بن المسيب، وأبو صالح السمان، وأبو إدريس الخولاني، وأبو سلمة بن عبدالرحمن، وعروة بن الزبير، وسعيد المقبري، وخالد بن معدان، وهمام بن منبه، وعبد الله بن عامر المقرئ، والقاسم أبو عبد الرحمن، وعمير بن هانئ، وعبادة بن نسي،

وسالم بن عبدالله، ومحمد بن سيرين، ووالد عمرو بن شعيب، وخلق سواهم.

وحدث عنه من الصحابة أيضا: جرير بن عبدالله، وأبو سعيد، والنعمان بن بشير، وابن الزبير.( سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 3 صـ 120)

عدد أحاديث معاوية :

روى معاوية مِئةً وثلاثةً وستين حديثاً . اتفق الشيخان له على أربعة أحاديث، وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة . ( سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 3 صـ 162 )

فضائل معاوية :

1 - روى مسلمٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ  -صلى الله عليه وسلم- فَتَوَارَيْتُ خَلْفَ بَابٍ قَالَ فَجَاءَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً وَقَالَ اذْهَبْ وَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ قَالَ فَجِئْتُ فَقُلْتُ هُوَ يَأْكُلُ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِيَ اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ قَالَ فَجِئْتُ فَقُلْتُ هُوَ يَأْكُلُ فَقَالَ لَا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ . ( مسلم حديث 2604 )

قال العلماء :

هذا الحديث من مناقب معاوية بن أبي سفيان، وذلك لما أخرجه مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ  -صلى الله عليه وسلم- قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ شَتَمْتُهُ لَعَنْتُهُ جَلَدْتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَزَكَاةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . ( مسلم حديث 2601 )

2 – روى الترمذيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ  -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِ بِهِ . ( حديث صحيح ) ( صحيح الترمذي للألباني حديث 3018 )

3 - روى الترمذيُّ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ لَمَّا عَزَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُمَيْرَ بْنَ سَعْدٍ عَنْ حِمْصَ وَلَّى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ النَّاسُ عَزَلَ عُمَيْرًا وَوَلَّى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ عُمَيْرٌ لَا تَذْكُرُوا مُعَاوِيَةَ إِلَّا بِخَيْرٍ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ  -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ اللَّهُمَّ اهْدِ بِهِ . ( حديث صحيح ) ( صحيح الترمذي للألباني حديث 3019 )

4 – روى البخاريُّ عن ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ فَإِنَّهُ مَا أَوْتَرَ إِلَّا بِوَاحِدَةٍ قَالَ أَصَابَ إِنَّهُ فَقِيهٌ ( البخاري حديث 3765 )

5 – روى البخاريُّ عن حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّكُمْ لَتُصَلُّونَ صَلَاةً لَقَدْ صَحِبْنَا النَّبِيَّ  -صلى الله عليه وسلم- فَمَا رَأَيْنَاهُ يُصَلِّيهَا وَلَقَدْ نَهَى عَنْهُمَا يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ . ( البخاري حديث 3766 )

نصيحة أم معاوية له عند توليته إمارة الشام :

لما ولى عمر بن الخطاب الشام إلى معاوية قالت أمه له : والله يا بني إنه قل أن تلد حرة مثلك، وإن هذا الرجل قد استنهضك في هذا الامر، فاعمل بطاعته فيما أحببت وكرهت. ( البداية والنهاية لابن كثير جـ 8 صـ 123 )

سياسة معاوية في عهد عمر بن الخطاب :

لما قدم عمر بن الخطاب الشام تلقاه معاوية في موكب عظيم، فلما دنا من عمر قال له: أنت صاحب الموكب ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: هذا حالك مع ما بلغني من طول وقوف ذوي الحاجات ببابك ؟ قال: هو ما بلغك من ذلك. قال: ولم تفعل هذا ؟ لقد هممت أن آمرك بالمشي حافيا إلى بلاد الحجاز، قال: يا أمير المؤمنين إنا بأرض جواسيس العدو فيها كثيرة، فيجب أن نظهر من عز السلطان ما يكون فيه عز للإسلام وأهله ويرهبهم به، فإن أمرتني فعلت، وإن نهيتني انتهيت.فقال له عمر: يا معاوية ما سألتك عن شئ إلا تركتني في مثل رواجب الضرس، لئن كان ما قلت حقا إنه لرأي أريت ، ولئن كان باطلا إنه لخديعة أديت.قال: فمرني يا أمير المؤمنين بما شئت، قال: لا آمرك ولا أنهاك.فقال رجل: يا أمير المؤمنين ما أحسن ما صدر الفتى عما أوردته فيه ؟! فقال عمر: لحسن موارده ومصادره جشمناه ما جَشَّمنَاه.

 ( البداية والنهاية لابن كثير جـ 8 صـ 127 )

جهاد معاوية في سبيل الله :

شهد معاوية مع النبي  -صلى الله عليه وسلم- غزوة حنين، وأعطاه النبي  -صلى الله عليه وسلم- من الغنائم مائة من الإبل وأربعين من الذهب . ( الطبقات الكبرى لابن سعد جـ 7 صـ 285 )

وغزا في عام الجماعة ( 41 هجرية ) بلاد الروم ست عشرة غزوة، مرة في الصيف ومرة في الشتاء، وأرسل جيشاً لغزو القسطنطينية، وكان فيهم أبنه يزيد، وعدد من الصحابة، حيث قاتلوا أهلها ثم عادوا إلى الشام . ( البداية لابن كثير جـ 8 صـ 136 )

روى البخاريُّ عن أُمِّ حَرَامٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ  -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِيهِمْ قَالَ أَنْتِ فِيهِمْ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ  -صلى الله عليه وسلم- أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ فَقُلْتُ أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا . ( البخاري حديث 2924 )

قال ابن حجر العسقلاني : قَوْله : ( يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَر )يَعْنِي الْقُسْطَنْطِينِيَّة قَالَ الْمُهَلَّب : فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْقَبَة لِمُعَاوِيَة لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا الْبَحْرَ وَمَنْقَبَةٌ لِوَلَدِهِ يَزِيد لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا مَدِينَةَ قَيْصَرَ . ( فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ 6 صـ 120 )

مَلِكُ الروم يخاف معاوية :

لما حدثت الفتنة بين علي ومعاوية، رضي الله عنهما طَمِعَ ملك الروم في معاوية بعد أن كان قد أخشاه وأذله، وقهر جنده ودحاهم، فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب علي تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة وطمع فيه، فكتب معاوية إليه: والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين لاصطلحن أنا وابن عمي عليك ولأخرجنك من جميع بلادك، ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت.

فعند ذلك خاف ملك الروم وانكف، وبعث يطلب الهدنة. ( البداية والنهاية لابن كثير جـ 8 صـ 122 )

حِلْمُ معاوية بن أبي سفيان :

1 ) قال عبد الله بن عباس: قد علمت بما غلب معاوية الناس، كانوا إذا طاروا وقع، وإذا وقع طاروا. (البداية والنهاية لابن كثير جـ 8 صـ 139 )

2 ) ذكر عبد الملك يوماً معاوية فقال: ما رأيت مثل ابن هند في حلمه واحتماله وكرمه .

3) قال معاوية: يا بني أمية! قاربوا قريشاً بالحلم، فو الله إن كنت لألقى الرجل منهم في الجاهلية فيوسعني شتماً وأوسعه حلماً، فأرجع وهو صديقي، أستنجده فينجدني، وأثور به فيثور معي، وما رفع الحلم عن شريف شرفه ولا زاده إلا كرماً.( مختصر تاريخ دمشق لابن منظور جـ 25 صـ 59 )

4) قال معاوية: لا يبلغ الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله، وصبره شهوته، ولا يبلغ ذلك إلا بقوة الحلم.

5) قال رجل لمعاوية: يا أمير المؤمنين ما أحلمك! قال: إني لأستحي أن يكون جرم رجل أعظم من حلمي.

6) قال معاوية: إني لأستحي أن يكون ذنب أعظم من عفوي، أو يكون جهل أكثر من حلمي، أو تكون عورة لا أواريها بستري.

7) أسمع رجل مرة معاوية كلاماً شديداً غضب منه أهله، فقيل له: لو سطوت عليه لكان له نكالاً، قال: إني لأستحي أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي. ( مختصر تاريخ دمشق لابن منظور جـ 25 صـ 59 ) ( البداية والنهاية لابن كثير جـ8 صـ 138 )

8) قال ابن عون : كان الرجل يقول لمعاوية والله لتستقيمن بنا يا معاوية أو لنقومنك فيقول: بماذا؟ فيقول بالخشب(السيف) فيقول إذن نستقيم.

 ( تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ 182 )

 9) معاوية مع عبد الله بن الزبير :

كان لعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أرض وكان له فيها عبيد يعملون فيها، وإلى جانبها أرض لمعاوية وفيها أيضاً عبيد يعملون فيها، فدخل عبيد معاوية في أرض عبد الله بن الزبير، فكتب عبد الله كتاباً إلى معاوية يقول له فيه: أما بعد، يا معاوية، إن عبيدك قد دخلوا في أرضي، فانههم عن ذلك، وإلا كان لي ولك شأن، والسلام. فلما وقف معاوية على كتابه، وقرأه ودفعه إلى ولده يزيد، فلما قرأه قال له معاوية: يا بني ما ترى؟ قال: أرى أن تبعث إليه جيشاً يكون أوله عنده وآخره عندك يأتونك برأسه، فقال: بل غير ذلك خير منه يا بني، ثم أخذ ورقة، وكتب فيها جواب كتاب عبد الله بن الزبير، يقول فيه: أما بعد، فقد وقفت على كتاب ولد حواري رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-، وساءني ما ساءه، والدنيا بأسرها هينة عندي في جنب رضاه، نزلت عن أرضي لك فأضفها إلى أرضك بما فيها من العبيد والأموال والسلام. فلما وقف عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما على كتاب معاوية رضي الله عنه، كتب إليه: قد وقفت على كتاب أمير المؤمنين أطال الله بقاءه، ولا أعدمه الرأي الذي أحله من قريش هذا المحل والسلام. فلما وقف معاوية على كتاب عبد الله بن الزبير، وقرأه رمى به إلى ابنه يزيد، فلما قرأه تهلل وجهه، وأسفر، فقال له أبوه: يا بني من عفا ساد، ومن حَلِمَ عظم، ومن تجاوز استمال إليه القلوب، فإذا ابتليت بشيء من هذه الأدواء، فداوه بمثل هذا الدواء.  ( المستطرف للأبشيهي جـ 1 صـ 325 : صـ 326 )

أقوال السلف الصالح عن معاوية :

1 ) عمر بن الخطاب :

قال محمد بن علي بن أبي طالب : كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال: هذا كسرى العرب. ( الإصابة جـ 3 صـ 413 )

وقال عمر أيضاً :تعجبون من دهاء هرقل وكسرى وتدعون معاوية . ( مختصر تاريخ دمشق جـ25 صـ 19 )

2 ) علي بن أبي طالب :

قال عليٌ : لا تكرهوا إمرة معاوية، فلو قد فقدتموه لرأيتم الرؤوس تندر ( تسقط ) عن كواهلها. ( سير أعلام النبلاء جـ3 صـ 144 )

3 ) سعد بن أبي وقاص :

قال : ما رأيت أحدا بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب - يعني معاوية . ( البداية والنهاية لابن كثير جـ 8 صـ 136 )

4 ) عبد الله بن عباس :

قال ابن عباس : ما رأيت أحداً أحلى للملك من معاوية . ( الإصابة جـ 3 صـ 413 )

5 ) سعيد بن المسيب :

قال محمد بن شهاب الزهري: سألت سعيد بن المسيب عن أصحاب رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- فقال لي: اسمع يا زهري من مات محباً لأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وشهد للعشرة بالجنة، وترحم على معاوية، كان حقيقاً على الله عز وجل أن لا يناقشه الحساب. ( مختصر تاريخ دمشق جـ 25 صـ 73 )

6 ) عمر بن عبد العزيز :

قال إبراهيم بن ميسرة: ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنساناً قط إلا إنساناً شتم معاوية، فإنه ضربه أسواطاً. ( مختصر تاريخ دمشق جـ 25 صـ 76 )

7 ) المعافى بن عمران :

سأل رجل المعافى بن عمران فقال: يا أبا مسعود أين عمر بن عبد العزيز من معاوية؟ فغضب من ذلك غضباً شديداً وقال: لا يُقاسُ بأصحاب رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- أحدٌ، معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله عز وجل .

 ( مختصر تاريخ دمشق جـ25 صـ 74 ) ( تاريخ بغداد جـ1 صـ 209 )

8 ) عبد الله بن المبارك :

سئل عبد الله بن المبارك عن معاوية فقيل له: ما تقول فيه؟ قال: ما أقول في رجل قال رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-: سمع الله لمن حمده. فقال معاوية من خلفه: ربنا ولك الحمد. فقيل له: ما تقول في معاوية؟ هو عندك أفضل أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: لتراب في منخري معاوية مع رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- خير - أو أفضل - من عمر بن عبد العزيز. ( مختصر تاريخ دمشق جـ25 صـ 74 )

9 ) الربيع بن نافع الحلبي :

قال الربيع بن نافع الحلبي: معاوية سِترُ أصحاب النبي  -صلى الله عليه وسلم-، فإذا كشف الرجلُ السترَ، اجترأ على ما وراءه.

 ( مختصر تاريخ دمشق جـ25 صـ 74 ) ( البداية والنهاية لابن كثير جـ 8 صـ 142 )

10 ) أحمد بن حنبل :

قال الفضيل بن زياد : سمعت أبا عبد الله يسأل عن رجل انتقص معاوية وعمرو بن العاص، أيقال له رافضي؟ قال: إنه لم يجتر عليهما إلا وله خبيئة سوء، ما يبغض أحد أحداً من أصحاب رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- إلا وله داخلة سوء.

 ( مختصر تاريخ دمشق جـ25 صـ 75 ) ( البداية والنهاية لابن كثير جـ 8 صـ 142 )

11) قال الذهبي :

كان معاوية محببا إلى رعيته، عمل أميراً على الشام عشرين سنة، والخلافة عشرين سنة، ولم يهجه أحد في دولته، بل دانت له الأمم، وحكم على العرب والعجم، وكان ملكه على الحرمين، ومصر، والشام، والعراق، وخراسان، وفارس، والجزيرة، واليمن، والمغرب، وغير ذلك .

( سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 3 صـ 133 )

12) قال ابن كثير:

كان ما كان بين معاوية وبين علي بعد قتل عثمان، على سبيل الاجتهاد والرأي، فجرى بينهما قتال عظيم كما قدمنا، وكان الحق والصواب مع علي، ومعاوية معذور عند جمهور العلماء سلفا وخلفا، وقد شهدت الأحاديث الصحيحة بالإسلام للفريقين من الطرفين - أهل العراق وأهل الشام –

 ( البداية والنهاية لابن كثير جـ 8 صـ 129 )

معاوية يعترف بالفضل لعلي بن أبي طالب :

جاء أبو مسلم الخولاني وأناس إلى معاوية، وقالوا: أنت تنازع عليا أم أنت مثله ؟ فقال: لا والله، إني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما، وأنا ابن عمه، والطالب بدمه، فائتوه، فقولوا له، فليدفع إلي قتلة عثمان، وأسلم له.فأتوا عليا، فكلموه، فلم يدفعهم إليه . ( سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 3 صـ 140 )

معاوية يعرف قَدْرَ نفسه :

قال معاوية : إني لست بخيركم، وإن فيكم من هو خير مني: ابن عمر، وعبد الله بن عمرو,وغيرهما.ولكني عسيت أن أكون أنكاكم في عدوكم، وأنعمكم لكم ولاية، وأحسنكم خُلُقاً . ( سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 3 صـ 150 )

أخوةُ الإسلام أكبر من القتال :

لما جاء خبر مقتل علي بن أبي طالب إلى معاوية، جعل يبكي، فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته ؟ فقال: ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل، والفقه، والعِلْم. ( البداية والنهاية لابن كثير جـ 8 صـ133)

خلافة معاوية بن أبي سفيان :

لما قتل أمير المؤمنين علي، بايع أهل العراق ابنه الحسن، وتجهزوا لقصد الشام في كتائب أمثال الجبال، وكان الحسن سيداً، كبير القدر يرى حقن الدماء، ويكره الفتن، ورأى من العراقيين ما يكره.

سار الحسن يطلب الشام، وأقبل معاوية في أهل الشام، فالتقوا، فكره الحسن القتال، وبايع معاوية على أن جعل له العهد بالخلافة من بعده، فكان أصحاب الحسن يقولون له: يا عار المؤمنين، فيقول، العار خير من النار .  فبويع لمعاوية بن أبي سفيان بالخلافة عام الجماعة في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين من الهجرة. ( سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 3 صـ 145 : صـ 146 )

اتساع الدولة الإسلامية في عهد معاوية :

لقد اتسعت الدولة الإسلامية في عهد معاوية بن أبي سفيان، فقد فتح الله على يديه قبرص، ورودس وليبيا، وإقليم كور بالسودان، وخرسان، وسيجستان، وترمذ، وسمرقند، وأفغانستان، وبسط المسلمون نفوذهم على بلاد ما وراء نهر السند، ودخل كثير من الناس في دين الله أفواجاً، وحاصر القسطنطينية، مدة طويلة من الزمن . ( تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ182 : صـ 183 )

اهتمام معاوية بآل بيت النبي  -صلى الله عليه وسلم- :

1) قال سعيد بن عبد العزيز.قضى معاوية عن عائشة أم المؤمنين ثمانية عشر ألف دينار، وما كان عليها من الدين الذي كانت تعطيه الناس.

2) قال هشام بن عروة عن أبيه: بعث معاوية إلى أم المؤمنين عائشة بمائة ألف ففرقتها من يومها فلم يبق منها درهم، فقالت لها خادمتها: هلا أبقيت لنا درهما نشتري به لحما تفطري عليه ؟ فقالت: لو ذكرتيني لفعلت . ( البداية والنهاية لابن كثير جـ8 صـ 139 )

3) قال عطاء بن أبي رباح : بعث معاوية إلى عائشة وهي بمكة بطوق قيمته مائة ألف فقبلته.

4) قال عبد الله بن بُريدة : قدم الحسن بن علي على معاوية فقال له: لاجيزنك بجائزة لم يجزها أحد كان قبلي، فأعطاه أربعمائة ألف درهم .

5) وفد إلى معاوية مرة ، الحسن والحسين ، فأجازهما على الفور بمائتي ألف درهم ، وقال لهما: ما أجاز بهما أحد قبلي، فقال له الحسين: ولم تعط أحدا أفضل منا. ( البداية والنهاية لابن كثير جـ8 صـ 139 )

اجتهاد معاوية عند استخلاف ولده يزيد :

قال عطية بن قيس: خطب معاوية فقال: اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد لما رأيت من فضله فبلغه ما أملت وأعنه،وإن كنت إنما حملني حب الوالد لولده وإنه ليس لما صنعت به أهلاً، فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك . (تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ 192 )

وصية معاوية لابنه يزيد :

قال أبو سعيد بن المعلى، قال: قال معاوية ليزيد وهو يوصيه: اتق الله، فقد وطأت لك الأمر، ووليت من ذلك ما وليت، فإن يك خيراً فأنا أسعد به، وإن كان غيرَ ذلك شقيتُ به.فارفُق بالناس، وإياك ورد حاجة أهل الشرف والتكبر عليهم. ( سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 3 صـ 159 )

مرض معاوية :

حجَّ معاوية فاطَّلع في بئر عادية بالأبواء، ( مكان ) فضربته اللقوة ( شلل نصفي في الوجه ) فدخل داره بمكة، وأرخى حجابه، واعتم بعمامة سوداء على شقه الذي لم يصب، ثم أذن للناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس ! إن ابن آدم بعرض بلاء، إما مبتلى ليؤجر، أو معاقب بذنب، وإما مستعتب ليعتب، وما أعتذر من واحدة من ثلاث، فإن ابتليت، فقد ابتلي الصالحون قبلي، وإن عوقبت، فقد عوقب الخاطئون قبلي، وما آمن أن أكون منهم، وإن مرض عضو مني، فما أحصي صحيحي، ولو كان الامر إلى نفسي، ما كان لي على ربي أكثر مما أعطاني، فأنا ابن بضع وستين، فرحم الله من دعا لي بالعافية، فوالله لئن عتب علي بعض خاصتكم، لقد كنت حدبا على عامتكم، فعج الناس يدعون له، وبكى .

 ( مختصر تاريخ دمشق جـ25 صـ 78 ) ( سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 3 صـ 156 )

خطبة معاوية الأخيرة :

خطب معاوية الناس فقال: أيها الناس! إني من زرع قد استحصد، وقد طالت إمرتي عليكم حتى مللتموني ومللتكم، وتمنيت فراقكم وتمنيتم فراقي، وإني قد وليتكم ولن يليكم أحد بعدي إلا من هو شر مني، كما كان من قبلي خيراً مني، وقد قيل: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه. اللهم إني قد أحببت لقاءك فأحب لقائي؛ ويا يزيد! إذا وفى أجلي فول غسلي رجلاً لبيباً، فإن اللبيب من الله بمكان فلينعم الغسل وليجهر بالتكبير، ثم اعمد إلى منديل في الخزانة، فيه ثوب من ثياب النبي  -صلى الله عليه وسلم-، وقراضة من شعره وأظفاره، فاستودع القراضة أنفي وفمي وأذني وعيني، واجعل الثوب يلي جلدي دون أكفاني؛ ويا يزيد! احفظ وصية الله في الوالدين، فإذا أدرجتموني في جريدتي، ووضعتموني في حفرتي فخلوا معاوية وأرحم الراحمين. (مختصر تاريخ دمشق جـ 25 صـ 79 )

وفاة معاوية بن أبي سفيان :

لما احتضر معاوية، أوصى بنصف ماله إلى يُرد إلى بيت مال المسلمين. ( مختصر تاريخ دمشق جـ 25 صـ81 )

قال محمد بن سيرين :

لما مرض معاوية نزل عن السرير، فكشف ما بينه وبين الأرض، وجعل يلزق ذا الخد مرة بالأرض، وذا الخد مرة بالأرض ، ويبكي ويقول: اللهم إنك قلت في كتابك الكريم: " ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )(النساء: 48) "

اللهم فاجعلني فيمن تشاء أن تغفر لهم.ثم قال : اللهم أقل العثرة، واعف عن الزلة وعد بحلمك على من لا يرجو غيرك، فإنك واسع المغفرة، ليس من خطيئة مهرب إلا إليك. ثم أغمي عليه، ثم أفاق، فقال لمن حضره من أهله: اتقوا الله فإن الله يقي من اتقاه، ولا تُقى لمن لا يتقي الله. ثم مات رضي الله .

 ( مختصر تاريخ دمشق جـ 25 صـ 85 : صـ 86 )

تُوفى معاوية رضي الله عنه بدمشق ليلة الخميس، للنصف من رجب سنة ستين من الهجرة وصلى عليه الضحاك بن قيس بعد صلاة الظهر ودفن بمقابر الصغير، وكان عمر معاوية عند وفاته ثمانيو وسبعين عاماً .

( البداية والنهاية لابن كثير جـ 8 صـ 146 ) ( الطبقات الكبرى لابن منظور جـ 7 صـ 285 )

لما مات معاوية أخرجت أكفانه فوضعت على المنبر، ثم قام الضحاك بن قيس الفهري خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن أمير المؤمنين معاوية كان في جد العرب، وعوذ العرب؛ وحد العرب، قطع الله به الفتنة وملَّكه على العِباد، وسير جنوده في البر والبحر، وبسط به الدنيا، وكان عبداً من عبيد الله، دعاه الله فأجابه، فقد قضى نحبه رحمة الله عليه، وهذه أكفانه، فنحن مدرجوه فيها ومدخلوه قبره، ومخلوه وعمله فيما بينه وبين ربه، إن شاء رحمه، وإن شاء عذبه، ثم هو الهرج إلى يوم القيامة، فمن أراد حضوره بعد الظهر فليحضره، فإنا رائحون به. وصلى عليه الضحاك بن قيس الفهري .  ( مختصر تاريخ دمشق جـ 25 صـ 87 )

 رضي الله تعالى عن معاوية بن أبي سفيان, وجزاه الله عن الإسلام خيراً . نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى و صفاته العُلا أن يجمعنا بمعاوية بن أبي سفيان ، و جميع أصحاب نبينا محمدٍ، الله  -صلى الله عليه وسلم-، في الفردوس الأعلى من الجنة ،إنه ولي ذلك و القادر عليه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين.

عدد المشاهدات 14038