حول بشرية الرسول القدوة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد الحمد الله والصلاة والسلام علي رسول الله ، أحب أن أرسل لي باقة ورود ورايحين عطرة أتوج بها موقعكم الذي أشرف أنني من زواره .. ثم أتقدم لكم بهذا السؤال الهام قدم أحد الدعاة برنامجا عن سيرة الحبيب ولكم أثر فينا هذا البرنامج تأثيراً بليغاً جداً ، ولكن فوجئنا بأن شيخ جليلاً من المشهورين انتقده لأنه قال ما فحواه أن " النبي صلي الله عليه وسلم لأنه بشر مثلنا مر بعدة محاولات فشلت ولم يتحقق من وراءها هدفه المرجو كما حدث ذلك مع في رحلته إلى الطائف ، وكما حدث ذلك أيضا معه أثناء عرض الإسلام على القبائل ، ولكنه صلى الله عليه وسلم تمتع باصرار هدم أي يأس قد يتطرق إلى قلبه فأصبح قدوة للبشرية كلها " . فهل هذا الكلام فيه شئ من الخطأ ولا يصح نسبته للنبي كما صرح بهذا من انتقد الداعية عمرو خالد ، أم ماذا ؟؟ فنرجو من فضيلتكم التوضيح لأن الأمر حدث بلبلة مبالغ فيها ، كما نرجو من فضيلتكم توضيح آداب الرد على المخالف فقد انهال عليه النقد بسيل من الشتائم كـ ( انته اللى فاشل وأفشل أهل الأرض ) وقال البعض عنه ( هذا كلب حقير والله لو أملك أن أعدمه لأعدمته ) .. إلخ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

2009-10-20

الحمد لله وبعد: فليعلم أخي السائل أن الدعوة إلي الله لها أسس وضوابط، وأصول وقواعد، فمن علمها وأتقنها فله أن يدخل ساحة الدعوة إلي الله ورسوله، ولا يلتفت بعد ذلك إلي كلام العابثين حين يسألون من أنت؟ وما شهادتك؟...الخ قال الله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [يوسف : 108]، والشاهد في قوله: ﴿ عَلَى بَصِيرَةٍ﴾ على علم وبرهان ويقين. العلم قال الله، قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - (صحيحًا)، وبينهما فهم السلف الأخيار من الصحابة والتابعين لهم بإحسان - رضي الله عنه -. وأما عمرو خالد فقد راج وشاع صيته بين النساء!! وعموم الأمة الهمج الرعاع الذين يلهثون وراء كل ناعق، رأيته حطابًا يجمع من هنا وهنا، ليس عنده ما تُشترط في حقه الدعوة إلي الله ورسوله - صلي الله عليه وسلم -، واختفى عمرو خالد وظهر مثله والله حسبنا ونعم الوكيل، قل الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [الحجرات : 2]، وليعلم أخي السائل أن النبي - صلي الله عليه وسلم - مرتبط بوحي، فكيف يقول عمرو خالد بأنه فشل؟ أتفهم ما أقول؟ وأما سيمفونية آداب الرد على المخالف: فليست على إطلاقها وتخضع لضابِطَين: الأول: أن يكون المخالف على ما يقول، ولقوله وجاهته الظاهرة، فهذا يحاور بأصول وضوابط وتعقبات تحليلية لنقده ليظهر الوفاق أو الخلاف في القوس. والثاني: خالف بغير علم أو بتزوير وتدليس وسوء فهم، فمثله يعامل بمعاملة أخرى؛ لِيُكشف حاله وأنه لا يساوي فلسًا....الخ.

2009-11-02